حومة البلوغسفير... أحد الاحياء الشعبية الكائنة بإحدى المدن التونسية


دار العدول، ولاّدة و بسيناج و معاهم اكسكيزا اللي جات بش تعاونهم في تحضير الحلو قاعدين في الكوجينة... يدخل طارق للدار يعجّل، ما يكلّم حتى حد، ظاهر عليه التنرفيز، يمشي ديركت لبيت النوم متاعو

طارق: (يعيّط م البيت) يا بسيناج... يا بسيناج... إيجى حاجتي بيك

بسيناج: (في الكوجينة) هاو طارق جاء، درى ش حاجتو بيّ... خليني نمشي نشوفو بالله

اكسكيزا: ما تبطاش بالله!

اكسكيزا: لا لا... لحظة هاو جيت

تخرج بسيناج م الكوجينة، تمشي لبيت النوم متاعها، تلقى طارق واقف، يديه وراء ظهرو... بكلو تهز و يتنفض

طارق: (يتكلم بزربة) ادخل ادخل... و سكّر الباب وراك

بسيناج تبهت، مش فاهمة شبيه راجلها متغشش هكاكة، ما لقاتش حتى علاقة، و فاش قام الغش... ثم تبتسم ابتسامة خفيفة، قبل ما تشيرلو بيدها نحو الكوجينة و تقوللو

بسيناج: (مع ابتسامة شاردة) الجماعة قاعدين في الكوجينة

طارق: تي سكّر الباب و اخطاني بالله... ناقص كانا تو

بسيناج: (تسكّر الباب، في نفس الوقت اللي تقوم فيه بحرجة باكتافها تدل على استغرابها و لا مبالاتها) باهي باهي، هاو سكرتو الباب

طارق: (يطلّع يديه من وراء ظهرو، شادد بيها الجواب اللي مدهولو صفوان في البوبلينات) الجواب هذا متاعك؟

بسيناج: آه، لقيتو... هذاكة متاع عمتك ولادة، مدهولي البوسطاجي هاك النهارات و أنا نسيتو في البوبلينات كيف نرفزني هاك الطفل اللي يخدم غادي وقتها... تي ماك ريتني وقتها كيفاش متنرفزة

طارق: باهي باهي

طارق: (يسكت شوية) في بالي بكل شي... (يدوّح في راسو) كل شي!

بسيناج: (تتبدّل النبرة متاعها شوية) هيا باهي، كيف في بالك بكل شي... علاه متنرفز عليّ امالا

طارق: (يبتسم) انا متنرفز عليك... لا لا، و الله لا

بسيناج: (بصوت يحمل نبرة تدل على الدلال، الممزوج ببعض الحزن) لا محسوب، ماريتش روحك كيفاش كنت تتنطّش و تتهز و تتنفض بكلّك... و سكّر الباب تقول درى ش بش تعمل

طارق: (يزيد يبتسم) ش بش نعمل زادة... بش نعطيك طريحة ياخي؟

بسيناج: أسأل روحك عاد!

طارق: (باقي مبتسم) باهي باهي، بره اخرج على روحك... و عيطتلي لمرت بابا بالله

بسيناج: (تحل في الباب بش تخرج) اوكي، الله يبارك

تحل بسيناج الباب، و تخرج م البيت متاعها... يعاود يرجع طارق لنفس الحالة اللي كان علاها قبولي

تدخل ولاّدة للبيت، تلقى طارق ع الحالة هذيكة، تدقدق ع الباب و تدخل... يتلفتلها طارق، يورّيها الجواب اللي في يدّو و يمدهولها

ولاّدة اول ما تشد الجواب في يدها تفهم الحكاية، تستلبس و ما تلقى ما تقول

ولاّدة: (اتّلف في الجرة) شنوة هذا؟

طارق: (بنبرة كلها حزم) قوللي انتي

طارق: (يسكت شوية) و زيد فهمني شنوة الحكاية بالله

ولادة: (صوتها يرعش، و بنبرة تحمل في طياتها البعض م الخوف) حكاية شنوة يا وليدي، و الله ماني فاهمة عليك آش تحكي و آش تقصد

طارق: حتى انا و راسك يا عمتي لاني فاهم م الشي شي... و ما عينتيش بش نقعد نكسّر في راسي بش نا نفهمش بالغالط

طارق: (يسكت شوية) هذاكة علاش ماذابيّ لو كان تفهمني انتي الحكاية آش تكون

ولاّدة: حكاية شنوة يا وليدي

طارق: حكاية الجواب هذا، و الجوابات اللي قبلو، على ما يحكيو

ولاّدة: لا حكاية و لا رواية يا وليدي...

ولاّدة: (تسكت شوية، عينيها مرشوقين في طارق تستنى منو في أي ردة فعل تستكشف منها موقفو م الحكاية) انتي قريتو الجواب و إلا لا؟

طارق: (بنبرة كلها تهكم و ازدراء، يلوّح بالجواب في يدّو) لا قريتو و لا حاجتي بش نقراه... مل نحب حتى شي غير اني نفهم الحكاية، و انتي يا عمتي ولاّدة، يا مرت بابا، ش مدخلك في هذا الكل

ولاّدة: (تتنهد، و بنرة كلها رزانة) شوف يا طارق، انتي راك الولد الكبير في اخوتك، و تعرف اللي انا عمري ما حسبتك طفل كيفك كيف بقية اخوتك لأنك من صغرك كنت تبارك الله عليك مخك محلول و تتفهم كل شي

طارق: (يمهمه) امممممممم... تي هات م الآخر بالله

ولاّدة: تتذكر كيف انا و الحاج طلقنا هاك العام، من بعد ماهو خذى هاك اللي ما تتسماش الكاهنة

طارق: أي أي... تي شنوة نتذكر، باهيشي زادة

ولاّدة: وقتها ما تتصوّرش يا طارق ش عزّت بيّ روحي وقتها

طارق: ايــه، ياخي

ولاّدة: وقتها تعرّفت على نوسترا و كنا بش نرتبطوا

ولاّدة: (تسكت شوية، تستنى في طارق بش يتكلم لكنو يقعد ساكت هو بيدو يستنى فيها بش تكمّل كلامها) ياخي من بعد سمعت بالخوماضة اللي صارت ما بيناتهم لين وصلوا للطلاق، و بعثلي الحاج يحب نرجعوا لبعضنا

طارق: (يتنهّد) تي باهي و من بعد

ولاّدة: (بنبرة كلها تساؤل) شنوة اللي من بعد

طارق: تي هاك تحكي قلت نوسترا هذا يخطب فيك و إلا درى ش بش يعمل، و الله ما ني فاهم عليك لتو فاش قاعدة تحكي من قبولي

ولاّدة: شنوة اللي ماكش فاهمو... الراجل كان يحب ياخذني، و انا اخترت نرجع لبوك

ولاّدة: (تسكت شوية) و الحكاية بالنسبة ليّ وفات غادي... لكن سين وسترا هذا ما حبّش يستوعب و قعد باقي مارجني بالجوابات كل حين و مين

طارق: أي أي

ولاّدة: أنا دخلت بعضي، الجوابات اللي وصلتني الكلهم هاهم ملمومين عندي تو نجيبهمكل تشوفهم... لا عمري جاوبت واو حتى رديتلو كلمة

ولاّدة: و قعدت بين نارين... يا ويلي نبلع السكينة بدمها و نسكت و سي الكازي يواصل في المرج متاعو... و يا ويلي نوصّل الحكاية لبوك و انتي تعرف بوك مش أنا اللي بش نحكيلك عليه

طارق: أي أي

ولاّدة: تراه بالله حط روحك في بلاصتي... ش كنت تعمل

طارق: (يتنهد) و الله حكاية تمخوج المخ... ما عاد فاهم شي

ولاّدة: أي، و ش بش تعمل تو

طارق: (يقعد ساكت، ياخو في نفس عميق و مهبط راسو للوطى يخمم في الحكاية... يتنهد) ما عندي ما نعمل... كيف ما قلت انتي، بابا لو كان يسمع تو يصير فيه

طارق: (يسكت شوية، باقي يخمم) بابا ما يلزموش يسمع بيها الحكاية هذي، حتى الجماعة تو نوصّيهم و الخبر ما يطلعش، و انتي هاك الجوابات اللي تحكي عليهم تمشي تشوف كيفاش تتصرّف فيهم... تحرقهم، تاكلهم، دبّر راسك... المهم يلزمهم يتمحاو م الوجود، ما تعرفش ع الزمان ش مخبي

ولاّدة: (دڤنونتها ترعش و بنبرة مخنوقة) يسترك يا طارق و يخليك

طارق: و هاك النزق نوسترا، أنا البلاء اللي خباهولو ربّي... يا انا يا هو في الحومة هذي

ولاّدة ما عادش منجمة تشد روحها... تدهش بالبكاء

طارق: (يبتسم ابتسامة مصطنعة، يمشيلها، يطبطبلها على كتفها) هيا برّه ارجع للجماعة شوفوا ش بش تعملولنا في المرمة متاع طهور فدفود... راهم استبطاوك

و يخرج طارق م البيت، مخلّي ولاّدة وراه تمسح في دموعها... متعدّي وسط الصّالة، تخلط عليه بسيناج

بسيناج: (تتساءل) طارق، وين ماشي ياخي... تي شنوة الحكاية

طارق: (ما يتلفتلهاش) حتى شي، حتى شي... حكاية فارغة، ما تحط شي في بالك


دار الهارب، الثلاثة متاع العشية... بيغ تراب و كاكتوسا قاعدين في الصالة يتفرجوا في التلفزة و يحكيوا

بيغ تراب: (باين عليه الغش و التنرفيز) ايه، حتى وقتاش بش نقعدوا هكة

كاكتوسا: (تحاول تهدّي بيغ تراب بابتسامتها) كيفاش هكة

بيغ تراب: هكاكة، ماناش عارفين روسنا من رجلينا، نستناو في رحمة ربي بش تهبط، و الله اعلم بيها وقتاش بش تهبط... هذا إذا كانت بش تهبط جملة واحدة

كاكتوسا: تي شنوة تحبنا نعملوا يا عزيزي بالله، تراه شوفلنا أي حل، و أنا هاني معاك... اللي تقول عليه مبروك

بيغ تراب: (بنفس النبرة متاع الغش متاعو، لكن يحاول يضفي على حديثو بعض الموضوعية) و الله ماني لاقيلها حل، لو كان موش شوية يا بنت الناس تو نقوللك نهجّوا منها الحومة و نمشيو نعرسوا على ارواحنا خلّيها تتفض الحكاية هذي

كاكتوسا: (تدهش فرد دهشة) وووه، تقصد نهرب م الدار و نعرسوا

بيغ تراب: (بنبرة تدل على اللامبالاة) و الله لو كان موش شوية، تو نقوللك هيا نعملوها

كاكتوسا: مثبت م الشي اللي قاعد تحكي فيه؟

بيغ تراب: و الله ما عاد عارف شي، و مانيش فاهم كيفاش بش نوصلوا نعرسوا نهار م النهارات و امك شادة صحيح تقول عندها بيّ بونتو

كاكتوسا: أمانك، فاش تقول ياخي

بيغ تراب: تي امالا بالله فهمني علاش خوك الڤوفرنور عرّس في ساعة بو قاعة... و انا تو هاني خاطبك عندي قريب العام و نصف، و لا حب ربي يسهّللنا

كاكتوسا: ماك تعرف خويا الڤوفرنور وقتها كيفاش جات الظروف متاع عرسو

بيغ تراب: ش من ظروف بالله، وقتها بوك ماعندوش برشا م اللي فصع، و خوك قرطابوليس مازال كيف غبر و حد ما عارفلو ثنية... و خالك موزاييك قالوا رمى روحو في الهفهوف و انتحر، و الله اعلم بيه لو كان مات و إلا لا، على خاطر الحكاية هذي مشكوك فيها

كاكتوسا: شنوة مشكوك فيها، بش يطلع حي كيف ما هاك المرة؟

بيغ تراب: و الله ماني عارف عليه، يجعلني نخمم في مشكلتي، بش نقعد نخمم على خاك و ين حيو، تي يموت و إلا يقعد... أنا أعطيني قرطلتي و ما حاجتي بعنب

كاكتوسا: ما تخمم في شي يا عزيزي، بحول الله تو نلقاولها حل

بيغ تراب: (يمهمه) ايـــه، تو نلقاو، تو نلقاو

هوما هكاكة، و تدخل عليهم انفينيتي للصالة، يسكتوا و يعملوا ارواحهم مركزين مع المسلسل اللي قاعد يتعدّى في التلفزة


وسط الحومة، الستة متاع العشية... طارق و زيزو و كلاندو ناصبين الكراسي متاع القهوة و قاعدين وحدهم تحت الشجرة... رغم اللي الحومة فارغة و ما ثمة حد يدور إلا أنهم يحكيو بصوت منخفض اقرب ما يكون للتوشويش

زيزو: أي، و شكون قاللك اللي هو الخبر مش بش يطلع

طارق: قبولي مشيت لهاكا نوسترا و نبهت عليه بش الشي اللي صار ما يتعاودش... و زيد نلقاه هو بيدو فادد و قال بش يسكر الحانوتة مدة لين يلقى شكون يشدهالو، و يمكن يسكرها جملة واحدة و يحل في بلاصة اخرى

زيزو: و صفوان، زعمة تضمن انو يقعد ساكت ما يفضحش الدنيا بعد الطريحة اللي عطيتوهالو انتي و خوك بالملوان

كلاندو: لا، صفوان تو نحكي معاك بالسياسة و نعرفو ما يطلّعش الهدرة جملة

طارق: لا لا، ماهوش بش يطلّعها، على خاطرو يعرف روحو لو كان الخبر يطلع آش يستنى فيه

كلاندو: (يدوّح في راسو) ايـــه يا طارق، جيت على عشرة ايام بش تعيّد، واحد أعطيتو طريحة و الآخر هج م الحومة جملة واحدة... امالا لو كان تجي على عام و إلا تروح فرد مرّة آش بش يصير فيها الحومة

طارق: وقتها ما يقعد فيها كان الصحيح

كلاندو: (بنفس النبرة متاعو) وقتها تخلى و تولّي سقف و قاعة يصفّر فيها الريح

زيزو: تي باهي باهي، أخطاونا م الهدرة هذي... ش بش نعملوا في الطهور متاع فدفود، باقي كيف ما هو في وقتو

طارق: اي أي، كل شي كيف ما هو، ما اتبدل حتى شي و ما يلزم يتبدل شي

زيزو: باهي، كلمتولي هاك الفرملية اللي قلتو ديمة تشد مع شي كوادونوف الطبيب اللي في السبيطار

كلاندو: و علاه الفرملية، تي هو طهور

زيزو: كيفاش!... تو هذا كلام، نورمالومون تكون في غرفة عمليات الحكاية راهو

كلاندو: تي ش من غرفة عمليات يا راجل، ياخي أحنا شكون طهرلنا، مش هاك الحجام العزوز اللي كان حالل في حومة السوق

طارق: تي اخطاونا بالله، ماهو بابا كلمها من هاك النهار و زيد قاللي البارح اللي هو بش يوصّي راجلها شهاب و يزيد يستدعاه فرد مرة للطهور... اتهنى م الحكاية هذي


دار الشيخ ازواو، التسعة متاع الليل... بيت سنية اللي قاعدة قدام المراية تحضر في روحها بش تمشي للطهور متاع فدفود ولد طارق... ينوقز التليفون، تثبت فيه، تلقاه النومرو متاع كلاندو، تبتسم، تجاوب ع التليفون في نفس الوقت اللي توقف فيه و تتجه نحو الشباك متاع بيتها و تقعد تتفرج في العباد الملمومة وسط الحومة و الخوضة متاع اللمسات الأخيرة للتحضيرات متاع الطهور... جماعة الضو قاعدين يركبوا في البروجوكتارات، جناعة السلامية يجربوا في الميكروفونات متاعهم، و البرباش و وانتد و ولد الحومة العربي ينضموا في الكراسي و الطواول، و العباد الكل لاهية و خايضة كل واحد فاش قاعد يعمل

سنية: أهلا عزيزي، تي هاني انحضّر في روحي و شوية آخر هابطة ماشية لداركم

التلفون: (بنبرة حزينة) صارة انتي ماشية للطهور؟

سنية: بالطبيعة... انا و اخوتي الزوز زاده

سنية: (تسكت شوية) شبيك كلاندو، سافا

التليفون: لاباس لاباس

سنية: انتي وين تو؟

التليفون: (يمهمه) أنا، هواني هواني، ش يهمك فيّ

سنية: كيفاش آش يهمني فيك... شبيك وليت تحكي هكة كلاندو، ريت روحك!

التليفون: آش يحكي بوك ع الجماعة كيف جاووه يحبوا يصفيو الاجواء بينو و بين بابا

سنية: ما قال شي، و انتي تتصور بابّا بش يقعد يحكي معانا في الامور هذيكة

التليفون: أي أي، في بالي اللي هو مش بش يحكي، و حتى بابا ما يحبش يحكي... ما نقعدوا كان احنا نقاسيو جرة صحة الروس متاعهم

سنية: تي آش ثمة يا كلاندو، انتي وين تو؟

التليفون: (يكمّل كلامو كيف اللي ما سمعهاش) لا يزّي الهم اللي نقاسيوا فيه، كمّل عليه هوما يكبشوا في اتفه حاجة ما ليها معنى و ما يهمهمش غيرهم آش يحس و آش يشعر، كا واحد اعطيه يمشّي كلمتو و إن شاء الله تخلى من بعد

سنية: تي علاه هذا الكل، تي شبيك مطفّني و ماكش معايا جملة

التليفون: انا مطفيك، انا موش معاك... اللي ما يدري يقول سبول

سنية: (تبتسم، يعجبها كلام كلاندو) باهي، انتي تو فاش تعمل

التليفون: تو ما عاد ما عندي ما نعمل، اللي ليه وصل و كل يد شدت اختها

سنية: تي امانك، والله ماني فاهمة عليك شي

التليفون: تو تفهم، تو من بعد تفهم كل ما شي

سنية: أي، و من بعد ما نفهم

التليفون: وقتها تلقاني في دنيا غير الدنيا، و الله اعلم وين بش ترصّي بيّ

سنية: (مفجوعة) آش بش تعمل يا كلاندو... يهديك، تي قوللي أمان

التليفون: شوف يا سنية، مهما يكون اللي نعمل فيه... نحبك تسمع مني الكلمتين هاذم و تتذكرهم ديما

التليفون: (يسكت شوية، تتسمع صوت تنهية) أنا تو قاصد ربي لدنيا اخرى، كان ربي سهل تو نرجعلك... و لو كان ما رجعتش، ماذا بيك تنساني... هذاكة علاش ما نحبش نقوللك استناني... كان ربي كاتبلنا تو نتلاقاو... عيش حياتك يا بنت الناس، و ما تحط شي في بالك

سنية: يا كلاندو... تي شبيك

التليفون: ...

سنية: يا كلاندو: تي فاش تحكي يا ولد الناس

التليفون: ...

سنية: ألـــووووو... تي ألــووو

التليفون: ...

سنية: ألــووو

و تعلّق التليفون، و ظاهر عليها الحزن و الكبّي و الحيرة في نفس الوقت، لأنها ماهي فاهمة حتى شي م الكلام متاع كلاندو اللي مش عرفة عليه شنوة الشي اللي بش يعملو


دار العدول، العشرة و نصف متاع الليل، صوت السلامية المنصوبة البره في الحومة يصدّع في بيت النوم متاع طارق... طاولة محطوطة في تركينة م اتراكن، ممدودد عليها فدفود اللي ملبسينو جبة

زيزو قاعد يتفقد في فدفود، و مع جنبو مصير الفرملية

قصة اون لاين: يا مصلّي ع النبي على وليدي

طارق: شنوة سايي بش تقص

زيزو: اي أي، امالا فاش قاعدين نستناو

قصة اون لاين: لا لا، استنى يعيش ولدي، ياخي بش تقصلو هكاكة، لين تجي امو و عزيزتو خلي يحضرو ع الطهارة

زيزو: (يتنهد، موش عاجبو الحديث) باهي عيطولاهم، هاني قاعد نستنى، آش عندي في جرتي بالله

بيت الصّالة متاع دار العدول، تعبّي و تفرّغ النساوين متاع الحومة الكلهم ملمومين

فريدكة: (تتكى على هناني، و توشوشلها) ياخي فيني ولاّدة، ريحتها ما ثماش

هناني: و الله ماني عارفة، قبولي برك نسأل في مغرمة علاها، حتى هي ما راتهاش

يخرج قصة اون لاين من بيت النوم متاع طارق

قصة اون لاين: (يعيط) يا بسيناج، عيط لخالتك ولاّدة بالله قوللها هاهم سايي بش يطهرولوا الطفل، خليها تزرب روحها و تحضر

بسيناج: الله يبارك بابا الحاج

تدخل بسيناج لبيت النوم متاع العدول، تقعد قرابة الدقيقة غادي قبل ما تعاود تخرج سارحة تقولشي علاها درى ش شافت و باهتة في عجب ربي... تغزرلها مغرمة و تسالها بإشارة بوجهها حول المسالة، و من غير ما تجاوبها تعاودلها بإشارة بوجهها هي زادة تفهم من خلالها انها ماهي فاهمة حتى شي

مازالوا فاعدين هكاكة، و تخرج ولاّدة من بيت النوم متاعها، لابسة روبة طويلة تتكركر في القاعة، و يديها طوال، قعدوا النساء يغزرولها باهتين هوما زادة كيف ما كانت بسيناج... ما همش باهتين في الروبة و إنما في ولاّدة اللي كانت متدينة، لابسة خمار

تتعدّى ولاّدة تمشي تسلّم ع النساوين بالبوس، و هوما يسلموا علاها باهتين ماهم فاهمين حتى شي... و تمشي تدخل لبيت النوم متاع طارق و تدخل في جرتها بسيناج

مغرمة: (توشوش لهناني) ياخي اتدينت و إلا شنوة حكايتها؟

فريدكة: و أنا منين نعرف، فاش قام علاها بالله

هناني: شنوة فاش قام علاها يا وخيتي... المرى مصلي ع النبي علاها ربّي هداها و انتي تقول فاش قام علاها

مغرمة: تلقاها على خاطر ليلة سبعة و عشرين، و إلا... و الله ماني عارفة، تي ربي يهدينا كيف ما هداها

فريكة: آمين... (تسكت شوية) و هذوكة هوما زعمة حوايج العيد اللي حكاتلنا عليهم هاك النهار

هناني: أي، و علاش لا... ما يشبهوش

مغرمة: يشبهوا، علاش لا؟؟

بيت النوم متاع طارق، الجماعة الكل ملمومين، زيزو و طارق باهتين في ولاّدة كيفاش دخلت عليهم متدينة

طارق: (يفيق عند روحو) هيا يا زيزو يعيّش خويا، طهرلو الطفل مسكين عندو مدة ممدد على ظهرة عدّك بيه يستحلى القعدة و ينعس

زيزو: أكهو، مثنتين ما ناقص شي...

قصة اون لاين: استنى يعيش وليدي

زيزو: آش ثمة زادة

قصة اون لاين: (يتلفت يمين و يسار، كيف اللي يلوّج على حاجة) تي وينو هاك الطفل كيبيتيز متاع التاكسيفون... مش قلتوا هو اللي بش يصوّر الطهور، هاو ريحتو ما ثماش

مازال يحكي، و يدخل كيبيتيز للبيت

كيبيتيز: هاني هنا يا حاج... كنت نصوّر في السلامية البرّه

قصة اون لاين: (يحكي مع زيزو) ما تبدى إلا ما تعرف اللي المصور حاضر يعيّش ولدي

زيزو: (يبتسم) باهي باهي... هات خلينا نعملوا تصويرة م الاول قبل ما نطهروه الطفل

و يشد زيزو هاك المقص، و يغزر لكيبيتيز و على وجهو ابتسامتو العريضة المشهور بيها، قبل ما يهمز مصير الفرملية

زيزو: (مركز مع المصوّر و يحكي مع مصير بصوت منخفض اقرب ما يكون للتوشويش، و بنبرة ساخرة) شد شد خلي تظهر في التصويرة

مصير: ووه، اللطف عليّ

زيزو: (بنفس النبرة) تي شنوة زدة، شد قالتلك ووه... اللي يقوللك ملايكة، و مصوّر... و اضحك مليح بش تظهر مزيانة في التصويرة

مصير: (تبتسم) يا حسرة عليك، محسوب كان ما نضحك بش نظهر مزيانة

و ضرب الفلاش متاع المصورة... قبل ما يتلفت زيزو لفدفود الممدود قدامو ع الطاولة و يضحكلو

زيزو: (يبشبش بفدفود) مصلّي ع النبي على ولدي

و اتسمعت البكية متاع فدفود في البيت، و شهق قصة اون لاين بالضحك

قصة اون لاين: يا تبارك الله، مصلي ع النبي


تعليق Mariouma

aya mabrouk alik ya lel 3ayelt si kissa online lol ou el3a9ba el ma aham.
walitech enberek lel baba zeda??? :loool



تعليق Tarek طارق

"مصلي على النبي على وليدي" هههههه... فضحتلي الطفل.... ههههههه



تعليق Clandestino

يا سنية ما تسمعش كلامو...انا نمشي و انتي تنساني ؟؟؟الساعة بلاصتك موجودة كي نسكنو في مترو على مترو
و انتي سي البرباش وين بعثتني ؟؟؟
تطلعشي بعثتنى في مهمة انتحارية في بعقوبة و الا في الرمادي ؟؟
على خاطر الوداع اللي عملتو قوي ياسر



تعليق Clandestino

@tarek:
سؤال خاطي المسلسل
ياخي عملتو طهور لللوليّد و الا ؟؟



تعليق Mariouma

@clando
elotf alik !!
ou sayéb Tarek messoulalét, haka tawa :)



تعليق kmr

kibitz be9i bil appareil mte3ou... rien n'est plus vrai ;))



je ne le dirais jamais assez, ya3tik essa7a ya barbech!!! :D



تعليق Sonya

كيف الي سمعت شجن كمانجا و قت الي قريت اللقطة متاع كلاندستينو و سنية
ياسر حزينة
جاب ربي موش بالحقّ
ههههه



تعليق Tarek طارق

كلاندو... لا سايي رقيلنالو لومور على بكري (و في تونس زادة.. تي ماهو كتبت عليها في المدونة وقتها)... بالمناسبة هنا ولات حاجة تتعمل ملي يهبط من كرش أمو في برشة سبيتارات... الطبيب يبدى خالط عليك يلحلح "أية وقتاش بش تريقلو أمورو"... هههههه